كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

ازداد من إساءته، فكلأ!
قالوا: و ما ما ذكرتم من أن التبديل هو إثبات الحسنة مكان السيئه،
فحق، وكذلك نقول إن الحسنة المفعولة صارت في مكان السيئة التي
لولا الحسنة لحلت محلها.
قالوا: وأما احتجاجكم بإضافة السيئات إليهم، وذلك يقتضي أ ن
تكون هي السيئات الواقعة؛ وتنكير الحسنات، وهو يقتضي أن تكون
حسناب من فضل الله - فهو حق بلا ريب، ولكن من أين ينفى (1) أن يكون
فضل الله بها مقارنا لكسبهم إياها بفضله؟
قالوا: و ما قولكم: إن التبديل مضاف إلى الله لا إليهم، وذلك
يقتضي أنه هو الذي بدلها سبحانه من الصحف، لا لهم هم الذين بدلوا
الاعمال بأضدادها؛ فهذا (2) لا دليل لكم فيه (3)، فان الله تعالى خالق
أفعال العباد، فهو المبدل للسيئات حسناب خلفا وتكوينا، وهم
المبدلون لها فعلا وكسبا.
قالوا: و فا احتجاجكم بأن الجزاء من جنس العمل، فكما بدلوا
سيئات أعمالهم بمحاسنهم (4)، بدلها الله كذلك في صحف الأعمال؛
فهذا حق، وبه نقول، و نه بدلت السيئات التي كانت مهياة معدة () أ ن
تحل في الصحف بحسنات حفت موضعها.
(1!
(2!
(3!
(4)
(د)
"ب، ط":"يبقى "،تصحيف.
" ب) ": " وهذ ا ".
"فيه": ساقط من الاصل، "ف، ك".
"ب، ك، ط": "بحسناتهم".
"ك، ط": "ومعدة".
542

الصفحة 542