كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فهذه ونحوها (1) من مثارات الغلطه
] لوجه الرابع: أن الزهد على أربعه أقسام:
أحدها: فرض على كل مسلم، وهو الزهد في الحرام. وهذا متى
أخل يه انعقد سبب العقاب، فلا بد من وجود مسببه، ما لم ينعقد سبب
اخر يضاده.
الثاني: زهد مستحب، وهو على درجات في الاستحباب بحمسب
المزهود فيه. وهو الزهد في المكرو 5 وفضول المباحات والتفنن (2) في
الشهوات المباحة.
الثالث: زهد الداخلين في هذا الشان، وهم المشمرون في السير إلى
الله. وهو نوعان:
أحدهما: الزهد في الدنيا جملة، وليس المراد تخليتها (3) من اليد
ولا إخراجها وقعوده صفرا منها، وإلما المراد إخراجها من قلبه بالكلية،
فلا يلتفت إليها، ولا يدعها تساكن قلبه وإن كانت في يده. فليس الزهد
أن تترك الدنيا من يدك، وهي في قلبك؛ والما الزهد ن تتركها من
قلبك، وهي في يدك. وهذا كحال الخلفاء الراشدين، وعمر بن العزيز
الذي يضرب بزهده المثل، مع أن خزائن الاموال تحت يده، بل كحال
سيد ولد ادم! كفي! حين فتح عليه (4) من الدنيا ما فتح، ولا يزيده ذلك إلا
(1)
(2)
(3)
(4)
"ك، ط ": " فهذا ونحوه "، وقد سقط "نحوها " من " ب ".
"ف ": " اليقين "، تصحيف.
"ف ": "عليها "، تحريف. "ط ": " تخليها ".
"ك، ط": "فتح الله عليه ".
548