كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أفعاله كلها طاعات للحكم القدري الكوني، وأنشد:
أصبحت منفعلا لما يختاره مني، ففعلي كله طاعات (1)
صماذا (2) قيل له: اتق الله ولا تعصه، يقول: إن كنت عاصيا لامره فأنا
مطيع لحكمه وارادته إ (3) فهذا منسلخ من (4) الشرائع، بريء من دعوة
الرسل، شقيق لعدو الله إبليس.
بل وظيفة الفقير في هذا الموضع وفي هذه الضرورة مشاهدة الامر
والشرع، ورؤية قيامه بالافعال وصدورها منه كسبا واختيارا، وتعلق
الامر والنهي بها طلبا وتركا، وترتب الذم والمدح عليها شرعا وعقلا،
وتعلق الثواب والعقاب بها اجلا وعاجلا.
فمتى اجتمع له هذا الشهود الصحيح إلى شهود الاضطرار في حركاته
وسكناته، والفاقة التامة إلى مقلب القلوب ومن بيده أزمة الاختيار ومن
إذا شاء وجب وجوده، وإذا لم يشا امتنع وجوده، وأله لا هادي لمن
أضله، ولا مضل لمن هداه، وأله هو الذي يحرلن القلوب بالارادات،
(1)
(2)
(3)
(4)
سياتي البيت أيضا في ص (650،351)، وهو لابن إسرائيل محمد بن سؤار
الشاعر الصوفي الدمشقي (677 هـ). أنشده له شيخ الاسلام في مجموع
الفتاوى (8/ 257). وانظر يضا (1 1/ 245)، ومنهاج 1 لسنة (3/ 25)،
والمدارج (1/ 1 23، 62 2، 5 0 3) و (2: 233)، وشفاء العليل (9 1، 0 4).
"ط ": " اذ"، خطأ.
سيذكر المصعف هذا القول مرة خرى في (650،350،182). وانظر شفاء
العليل: (40). ونسبه شيخ الاسلام في الفتاوى (257/ 8) إلى بعض أصحاب
علي بن حسين الحريري (645 هـ).
"ك": "عن".
55

الصفحة 55