كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
و كثر الزاهدين إلما وصلوا إليه ولم يلجوه (1)، فان الزاهد يسهل عليه
الزهد في الحرام سوء (2) مغبته وقبح ثمرته، وحماية لدينه، وصيانة
لايمانه، وايثارا للذة والنعيم على العذاب، و نفة من مشاركة الفساق
والفجرة، وحمية من أن يستاسر (3) لعدوه. ويسهل عليه الزهد في
المكروهات وفضول المباحات علمه بما يفوته بايثارها من اللذة
والسرور الدائم والنعيم المقيم. ويسهل عليه زهده في الدنيا معرفته بما
وراءها وما يطلبه من العوض التام والمطلب الاعلى. وأما الزهد في
النفس فهو ذبحها بغير سكين، وهو نوعان:
أحدهما وسيلة وبداية. وهو أن تميتها، فلا تبقي لها عندك من القدر
شيئا (4)، فلا تغضب لها، ولا ترضى لها، ولا تنتصر لها، ولا تنتقم
لها. قد سبلت () عرضها ليوم فقرها وفاقتها، فهي أهون عليك من أ ن
تنتصر لها، أو تنتقم لها، أو تجيبها إذا دعتك، او تكرمها إذا عصتك، و
تغضب لها إذا ذمت، بل هي عندك أنجس (6) مما قيل فيها، أو ترفهها
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"ف ": "ولم يلحقوه "، تحريف.
كذا في الأصل، وقد ضبط فيه الفعل "يسهل" بالتشديد، وهو موافق لصياغة
الجملتين التاليتين. ولكن المشكل " إيثار،" الذي وقع في آخر لسطر في الاصل،
و"للذة" في ول السطر التالي، فضبط ناسخ "ف": "حماية" بالنصب ليكون ما
بعدها معطوفا عليه، ولعل المؤلف نصب " حماية " وما بعده على التوهم ناظرا إلى
المعنى. وفي " ب، ط ": "لسوء مغبته وقبح ثمرته وحماية "، ولا إشكال فيه.
ستاسر له: استسلم لاسره.
"ط": "فلا يبقى. . .شيء".
سئل الشيء: أباحه وجعله في سبيل الله.
كان العقطة في الاصل فوق الخاء، ووضع ناسخ "ف" تحت الحاء علامة
الاهمال وكذا في "ب ". فقراءتهما: "أنحس". وفي "ك، ط ": " اخسن "، ولعله=
552