كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

عما فيه حظك وفلاحك وان كان صعبا عليها.
وهذا وان كان ذبحا لها واماتة عن طباعها و خلاقها، فهو عين حياتها
وصحتها، ولا حياة لها بدون هذا البتة. وهذه العقبة هي اخر عقبة
يشرف منها على منازل المقربين، وينحدر منها إلى وادي البقاء، ويشرب
من عين الحياة، وتخلص (1) روحه من سجون المحن والبلاء و سر
الشهوات، وتتعلق بربها ومعبودها ومولاها الحق. فيا قرة عينها به! ويا
نعيمها وسرورها بقربه! ويا بهجتها بالخلاص من عدوها، ومصيرها إلى
وليها ومولاها (2) ومالك أمرها ومتولي مصالحها!
وهذا الزهد هو أول نقدة من مهر الحمث، فيا مفلس تاخر!
والنوع الثاني: غاية وكمال. وهو أن تبذلها (3) للمحبوب جملة
بحيث لا تستبقي منها شيئا، بل تزهد فيها زهد المحب في قدر خسيس
من ماله، قد تعلقت رغبة محبوبه به، فهل يجد (4) من قلبه رغبة في
إمساك ذلك القدر وحبسه عن محبوبه؟ فهكذا زهد المححث الصادق في
نفسه، قد خرج عنها، وسلمها لربه، فهو يبذلها له دائما يتعرض () منه
لقبولها.
(2)
(3)
(4)
(5)
نسب لكثرة دوران مادة الخسة في كلام المولف، ولكئي أثبت ما هو قرب
إلى رسم الكلمة في الاصل.
"ك، ط": "خر".
"ط ": " من عدوها و [اللجوء إلى] مولاها " لبياض كان - فيما يبدو - في أصل الناشر.
في "ك، ط": "يبذلها" و "يستبقي" و"يزهد" وهي في الاصل بالتاء.
"ف": "تجد"، تصحيف.
"ك": "متعرض". "ط": "بتعرض".
553

الصفحة 553