كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
منها شيء في المعقول (1)، أو تشوش في المحسوس، أو اضطرب في
المعهود، فهو المدبر له، وشأنه سوق المقادير إلى المواقيت. والمتوكل
من أراح نفسه من كد (2) النظر في مطالعة السبب، سكونا إلى ما سبق من
القسمة، مع استواء الحالين عنده، وهو أن يعلم أن الطلب لا يجمع،
والتوكل لا يمنع. ومتى طالع بتوكله عرضا (3) كان توكله مدخولا،
وقصده معلولا. فاذا خلص من رق هذه الاسباب، ولم يلاحظ في توكله
سوى خالص حق الله، كفاه الله تعالى كل مهم ".
ثم ذكر حكاية عن موسى ع! يم أنه في رعايته نام عن غنمه، فاستيقط،
فوجد الذئب واضعا عصاه على عاتقه يرعاها، فعجب من ذلك، فأوحى
الله إليه: "ياموسى، كن لي كما أريد، أكن لك كما تريد" (4).
فيقال: الكلام على هذا من وجوه:
احدها: أن جعله التوكل من منازل العوام باطل كما تقدم، بل
الخاصة أحوج إليه من العامة، وتوكل الخواص أعظم من توكل العوام.
(1)
(2)
(3)
(4)
"ب، ك، ط": "العقول"، و لمثبت من "ف" والمجالس. وقد سبق أن راس
الميم يكاد يخفى أحيانا في رسم الاصل.
"ك، ط ": "كل". وفي المجالس: "عن كد".
في المجالس: "عوضا".
محاسن المجالس (79 - 80). وقد نقل المصنف معظم كلام ابن لعريف هذا
بلفظه في مدارج السالكين (471/ 3 - 472) دون نسبته إليه، ثتم رد عليه.
وقال في بدائع لفوائد (767): "وقد ذكرنا حقيقة التوكل وفوائده وعطم منفعته
وشدة حاجة العبد إليه في كتاب "الفتح القدسي " وذكرنا هناك فساد من جعله
من المقامات المعلولة، و ئه من مقامات العوام، و بطلنا قوله من وجوه كثيرة،
وبينا نه من أجل مقامات العارفين. . . ".
556