كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

والتوكل مصاحب للصادق من أول قدم يضعه في الطريق إلى نهايته،
وكلما ازداد قربه وقوي سيره ازداد توكله. فالتوكل مركب السائر الذي
لا يتاتى له السير إلا به، ومتى نزل عنه انقطع لوقته.
وهو من لوازم الايمان ومقتضياته. قال الله تعالى: < وعلى دئوفتو! طوأ
إن كنمم ئؤمنين *> [المائدة/ 23]. فجعل التوكل شرطا في الايمان،
فدل على انتفاء الايمان عند انتفاء التوكل. وفي الاية الاخرى: < وقال
موسى يقوم إن كنغ ءامنغم بالله فعليه توكوا ان كخ مشالمين *> [يونس/ 84]
فجعل دليل صحة الاسلام التوكل. وقال تعالى: <وعلى الله فقيتوكل
ائمؤمنون!) [ال عمران / 122] فذكر اسم الايمان هاهنا دون سائر
أسمائهم دليل على استدعاء الايمان للتوكل، و ن قوة التوكل وضعفه
بحسب قوع الايمان وضعفه. فكلما (1) قوي إيمان العبد كان توكله
أقوى، واذا ضعف الايمان ضعف التوكل، واذا كان التوكل ضعيفَا فهو
دليل على ضعف الايمان ولا بد.
والله تعالى يجمع بين التوكل والعبادة، وبين التوكل والايمان، وبين
التوكل والتقوى (2)، وبين التوكل والاسلام، وبين التوكل والهداية.
فأما التوكل والعبادة، فقد جمع سبحانه بينهما في سبعة مواضع من
كتابه:
(1) "ب، ك، ط":"وكلما".
(2) "بين التوكل والتقوى " مؤخر في "ط" على "بين التوكل و 1 لاسلام"، ولعل
الناشر أو ناسخ أصله نظر إلى ترتيب الامثلة الاتية التي قدمت فيها مثلة الجمع
بين التوكل والاسلام.
557

الصفحة 557