كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

سبلنا> [إبراهيم/ 12]. وقال عز وجل لنبيه مج! يم: < فتوضلى على أدئه إنر على
الحق المبين ج) [النمل/ 79]، فامر سبحانه رسوله (؟) بالتوكل عليه،
وعقب هذا الامر بما هو موجب للتوكل، مصحح له، مستدع لثبوته
وتحققه، وهو قوله: <إنف على الحق اام! كاهـ. فإن كون العبد على
الحق يقتضي تحقيق مقام التوكل على الله، والاكتفاء به، والايواء (2) الى
ركنه الشديد. فإن الله هو الحق، وهو ولي الحق وناصره ومؤيده، وكافي
من قام به؛ فما لصاحب الحق ان لا يتوكل عليه؟ وكيف (3) يخاف وهو
على الحق؟ كما قالت الرسل لقومهم: < وما لنا الاننو- على الله وفد
هدلتاسبلنا> [إبر هيم/ 12]، فعجبوا من تركهم التوكل على الله وقد
هداهم، وأخبروا أن ذلك لا يكون ابدا. وهذا دليل على أن الهداية
و لتوكل متلازمان.
فصاحب الحق -لعلمه بالحق ولمقته بان الله ولي الحق وناصره -
مضطز إلى توكله على الله، لا يجد بدا من توكله. فان التوكل يجمع
أصلين: علم القلب وعمله. اما علمه، فيقينه بكفاية وكيله، وكمال
قيامه بما وكله إليه، و ن غيره لا يقوم مقامه في ذلك ه و ما عمله،
فسكونه إلى وكيله، وطمانينته إليه، وتفويضه وتسليمه أمره إليه، ورضاه
بتصرفه له فوق رضاه بتصرفه هو لنفسه. فبهذين الاصلين يتحقق
التوكل، وهما جماعه، وإن كان التوكل أدخل (4) في عمل القلب من
(1)
(2)
(3)
(4)
"ك ": " نبيه "، وهر ساقط من " ط ".
" ب ": "والإكفاء والإيو ء". تحريف.
"ب ": " فكيف ".
"ك، ط ": " خر ".
560

الصفحة 560