كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

علمه، كما قال الامام أحمد: " التوكل عمل القلب " (1)؛ ولكن لا بد فيه
من العلم، وهو اما شرط فيه، وإفا جز! من ماهيته.
والمقصود أن القلب متى كان على الحق كان أعظم لطمانينته،
ووثوقه بأر الله وليه وناصره، وسكونه إليه، فما له أن لا يتوكل على ربه؟
واذا كان على الباطل علما وعملا أو حدهما لم يكن مطمئنا واثقا بربه،
فإذه لا ضمان له عليه، ولا عهد له عنده؛ فان الله سبحانه لا يتولى
الباطل ولا ينصره، ولا ينسب إليه بوجه، فهو منقطع النسبة (2) إليه
بالكلية. فاذه سبحانه هو الحق (3)، وقوله الحق، ودينه الحق، ووعده
حق، ولقاوه حق، وفعله كله حق. ليس في أفعاله شيء باطل، بل أفعاله
بريئة من الباطل، كما أقواله سبحانه كذلك (4). فلما كان الباطل لا يتعلق
به سبحانه، بل هو مقطوع عنه () البتة، كان صاحبه كذلك. ومن لم يكن
له تعلق بالله (6)، وكان منقطعا عن ربه، لم يكن الله وليه ولا ناصره
ولا وكيله.
فتدبر هذا السر العظيم في اقتران التوكل والكفاية بالحق والهدى،
(1) كذا نسبه المؤلف هنا وفي مدارج السالكين (2/ 142) إلى الامام احمد. وهو
من كلام الجنيد فيما ذكر القشيري، قال: إوقال الجنيد في جوابات مسائل
الشاميين: التوكل عمل القلب، والتوحيد قول القلب " انظر: الرسالة (47).
وقد نقله شيخ الإسلام عن القشيري في الاستقامة (209/ 1).
(2) "ك، ط": "النسب".
(3) "ك، ط": "دب".
(4) "ب": "كما أقو 1 له بريئة منه".
(5) "عنه" ساقط من "ب، ك، ط".
(6) "ك، ط": "بالثه العظيم ".
561

الصفحة 561