كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

عن هذا الفرق الكثيف (1) عندهم (2) إلى أن يشهد الأفعال كلها طاعة لله
لا معصية فيها، وهو شهود الحكم والقدر، فيشهدها طاعة لموافقتها
الحكم والمشيئة. وهذا ناقص عندهم أيضا إذ هو متضمن للفرق. ثم
يرتفع عندهم عن هذا الشهود الى ان لا يشهد لا طاعة ولا معصية، إ ذ
الطاعة والمعصية إلما تكون من غير لغير، وما ثم غير. فاذا تحقق بشهود
ذلك، وفني فيه، فقد فني عن وجود السوى. فهذا هو [82/ب] غاية
التحقيق عندهم، ومن لم يصل إليه فهو محجوب (3)! ومن أشعارهم في
هذا قول قائلهم:
وما نت غير الكون، بل أنت عينه ويفهم هذا السر من هو ذائق (4)
وقول الاخر:
ما لامر إلا نسق واحا مافيه من مدع ولا ذ م
وإلما العادة قد خصصت والطبع والشارع بالحكم (3)
وقول الاخر:
(1) "ك، ط":"للكشف "،تحريف.
(2) " عندهم " ساقط من "ب ".
(3) "ب": " محجوب عندهم ".
(4) البيت لابن إسر ئيل، نظر: فوات الوفيات (383/ 3)، والفتاوى (2/ 80)،
و لجواب الصحيح (4/ 0 50). وفي الفتاوى (473/ 2): "ذائقه".
(3) ذكرهما المصنف في الروج (575). وقد نسبه شيخ الإسلام في الفتاوى
(99/ 2) إلى القاضي تلميذ صاحب الفصوص. وقد نشده إياه ابن عمه. وفي
جامع الرسائل (105/ 1): "وكان صاحبه القاضي يقول .... ". وانظر:
الفتاوى (2/ 473،82) و (16/ 61).
566

الصفحة 566