كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

على (1) طلب حظهم ومرادهم من الله، وهو الفناء؛ لم يكن سميرهم على
تحصيل مراد الله منهم، وهو القيام بعبوديته والتحقق بها. والسائر على
طلب تحصيل مراد الله منه لا يكاد الفناء يحل بساحته ولا يعتريه.
والسبب الثاني: قوة الوارد، بحيث يغمره، ويستولي عليه، فلا يبقى
فيه متسع لغيره اصلا.
السبب الثالث: ضعف المحل عن احتمال ما يرد عليه. فمن هذه
الاسباب الثلاثة يعرض الفناء.
ولما رأى الصادق (2) في طريقه السالك إلى رئه أن أكثر أصحاب
الفرق محجوبون عن هذا المقام، مشتتون في أودية الفرق؛ وشهدوا
نقصهم، ورأوا ماهم فيه من الفناء أكمل = ظئوا اله لا كمال وراء ذلك،
و له الغاية المطلوبة؛ فمن هنا جعلوه غاية.
ولكن أكمل من ذلك و على و جل هو القسم الثالث، وهو الفناء عن
عبادة السوى، وإرادته، ومحبته (3)، وخشيته، ورجائه، والتوكل عليه،
والسكون إليه. فيفنى بعبادة ربه ومحبته وخشيته ورجائه، وبالتوكل (4)
عليه. وبالسكون إليه، عن عبادة غيره وعن محبته ورجائه والتوكل
عليه، مع شهود الغير ومعاينته. فهذا أكمل من فنائه عن عبودية الغير
ومحبته، مع عدم شهوده له وغيبته عنه. فاله إذا () شهد الغير في مرتبته
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"على" سقطت من "ط"، واستدركت في القطرية.
" الصادق " ساقط من "ب ".
"ومحبته" سقطت من "ط"، واستدركت في القطرية.
"ط ": " والتوكل " ه
"ك، ط ": "فاذا، مكان " فانه إذ ".
568

الصفحة 568