كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
أوجب شهوده له زيادة قي محبة معبوده وتعظيما له وهروبا إليه وضنا (1)
به، فإن نظر المحب الى مناوىء محبوبه ومضاده (2) يوجب زيادة حبه
له. وفي هذا المعنى قال القائل:
وإذا نظرت إلى أميري زادني حبا له نظري إلى الا! مراء (3)
وكان النبي! لخيم يقول في دعائه: "اللهم لك أسلمت وبك آمنت،
وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، واليك حاكمت " (4).
وفي سجوده: " اللهم لك سجدت، وبك آمنت " () وكذلك في ركوعه:
"اللهم لك ركعت، وبك آمنت " (6). فهذا دعاء من قد جمع بين شهود
عبوديته وشهود معبوده، ولم يغب باحدهما عن الاخر. وهل هذا إلا
كمال العبودية: أن يشهد ما يأتي به من العبودية موجها لها إلى المعبود
الحق، محضرا لها بين يديه، متقربا بها إليه. فاما الغيبة عنها بالكلية،
بحيث تبقى الحركات كأنها طبيعية غير واقعة بالارادة، فهذا وإن كان
أكمل من حال الغائب بشهود عبوديته عن معبوده، فحال الجامع بين
شهود العبودية والمعبود أكمل منهماه واذا عرفت هذه القاعدة ظهر أ ن
تعليله التوكل بما ذكر تعليل باطل.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
في الاصل والنسخ الاخرى: "ظئا"!
"ك، ط ": "مبادي محبوبه. . ". 9 ب": "مبادي محبوبه ومصادره "، تحريف.
البيت لعدي بن الرقاع العاملي في ديوانه (162). وفيه وفي التمثيل والمحاضرة
(68): "ضنا به " مكان "حبا له ". وقد ذكره المؤلف في الصواعق (ه 86) أيضا.
تقدم تخريجه (73).
من حديث علي بن بي طالب رضي الله عنه. أخرجه مسلم في صلاة
المسافرين وقصرها (771).
المصدر السابق.
569