كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

"نعم". قالوا: ففيم العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" (1).
فأمرهم بالاعمال، وأخبرهم أن الله يسر كل عبد لما خلق له، فجعل
عمله سببا لنيل ما خلق له من الثواب والعقاب؛ فلا بد من إثبات السبب
والمسبب جميعا.
الوجه الثاني عشر: قوله: " المتوكل من راح نفسه من كد النظر في
مطالعة السبب، سكونا إلى ما سبق من القسمة، مع استواء الحالين
عنده ". فهذا الكلام إن اخذ على إطلاقه فهو باطل قطعا، فان السكون
إلى ما سبق من القسمة وترك السبب في أعمال البر عين العجز وتعطيل
للأمر (2) والشرع؛ ولا يجوز شرعا ولا عقلا التسوية بين الحالين. وأفا
السكون إلى ما سبق من القسمة في سباب المعيشة فهو حق، ولكن
الكمال أن يكون ساكنا إلى ما سبق مع قيامه بالسبب (3)، وهذه حال
الكمل (4) من الصحابة ومن بعدهم. فالكمال هو تنزيل الاسباب منازلها
علما وعملا، لا الاعراض عنها ومحوها، ولا الانتهاء إليها والوقوف
عندها.
(1)
(2)
(3)
(4)
حديث أبي خزامة عن أبيه. قال الترمذي عقب (65. 2): "هذا حديث حسن"ه
وقال عقب (2065 - م): وقد روي عن ابن عيينة كلتا الروايتين وقال بعضهم:
عن ابي خزامة، عن ابيه. وقال بعضهم: عن ابن ابي خزامة، عن أبيه. وقال
بعضهم: عن ابي خزامة، عن ابيه. وهذا اصح، ولا نعرف لابي خزامة عن ابيه
غير هذا الحديث. (ز).
سبق تخبح (150).
"ك، ط": "الامر".
"بالسبب" ساقط من "ك، ط".
"ط": "الكملة".
572

الصفحة 572