كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

ا لمر يد ين.
و ا لثا لث: ا لا صطبا ر. و هو ا لتلذ ذ با لبلوى، و ا لا ستبشا ر با ختيار
المولى. وهذا هو الصبر على الله، وهو صبر العارفين " (1).
والكلام على هذا من وجوه:
أحدها: أن يقال: الصبر نصف الدين، فإن الايمان نصفان: نصف!
صبر، ونصف شكر. قال تعالى: < ن في ذلك لأيمخ لكل! با2
شكور!) [سبا/ 19] وقال النبي ع! يو: " والذي نفسي بيده، لا يقضي الله
للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له،
وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له ه وليس ذلك إلا للمؤمن " (2)
فمنازل الايمان كلها بين الصبر والشكر. والذي يوضح هذا:
الوجه الثاني: 831/ب] وهو أن العبد لا يخلو قط (3) من أن يكون في
نعمة أو بلية. فإن كان في نعمة ففرضها الشكر والصبر. أما الشكر فهو
قيدها وثباتها والكفيل بمزيدها. وأما الصبر فعن مباشرة الاسباب التي
تسلبها، وعلى القيام بالاسباب التي تحفظها؛ فهو أحوج إلى الصبر فيها
من حاجة المبتلى.
ومن هنا يعلم سر مسالة الغني الشاكر والفقير الصابر (4) و ن كلا
(1)
(2)
(3)
(4)
محاسن المجالس (80 - 81).
أخرجه مسلم في كتاب الرقائق والزهد، باب المؤمن أمره كله خير (2999)
من حديث صهيب رضي الله عنه.
انظر في استعمال "قط" ما سلف في ص (431).
عقد لمؤلف بابا كاملا في هذه المسالة في كتابه عدة الصابرين (285).
576

الصفحة 576