كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بهذه المعرفة شهودا وذوقا، و عطاها حفها من العبودية، فهو الفقير
حالا. ومدار الفقر الصحيح على هذه الكلمة، فمن رزق فهمها (1) فهم
سر الفقر المحمدي. فهو سبحانه الذي ينجي من قضائه بقضائه، وهو
الذي يعيذ من نفسه (2) بنفسه، وهو الذي يدفع ما منه بما منه. فالامر
كله له، والحكم كله له، والخلق كله له (3). وماشاء كان، ومالم يشأ لم
يكن، وماشاء لم يستطع أن يصرفه إلا مشيئته، ومالم يشأ لم يكن أ ن
يجلبه إلا مشيئته. فلا ياتي بالحسنات إلا هو، ولا يذهب بالسيئات الا
هو، ولا يهدي لاحسن الاعمال والاخلاق إلا هو، ولا يصرف سيئها إلا
هو. < وإن يصسفك ألله! ي فلا! اشف له، إلا هو وإن يردك بختر فلا راد
لفضلة-> [يونس / 07 1].
والتحفق (4) بمعرفة هذا يوجب صحة الاضطرار وكمال الفقر
والفاقة، ويحول بين العبد وبين روية أعماله وأحواله، والاستغناء بها،
والخروج عن ربقة () العبودية الى دعوى ما ليس له. وكيف يدعي مع الله
حالا أوملكة أو مقاما من قلبه وإراداته (6) وحركاته الظاهرة والباطنة بيد
ربه ومليكه، لايمللش هو منها شيئا، والما هي بيد مقلب القلوب
ومصرفها كيف شاء (7)، فالايمان بهذا والتحقق به نظام التوحيد،
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
"ك": "فمن فهم سزها". "ط": ". .سر هذا".
"ك، ط": "يعيذ بانفسه من نقسه ".
وقعت هذه الجملة في "ك، ط" قبل (والامر كله له".
"ن": "التحقيق"، خطا.
"ط": "رفقة"، تحريف.
"ك، ط": "لىرادته".
"ك، ط": "يشاء".
58

الصفحة 58