كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

التسخط والشكوى؟
الوجه 1 لساببع: قوله: "فإن حاصله (1) يرجع إلى كتمان الشكوى في
تحمل (2) الأذى بالبلوى، [84/ أ] والاستبشار باختيار المولى ".
فيقال: الذي يمكن الخروج عنه هو الشكوى، وأما أن يخرج عن
ذوق البلوى فلا يجده، و يتلذذ بها (3)، فهذا غير ممكن، ولا هو في
الطبيعة. وإلما الممكن أن يشاهد العبد في تضاعيف البلاء لطف صنع الله
به، وحسن اختياره له، وبره به في حمله عنه فيخف عنه (4) مؤنة حمله؛
وتشتغل النفس باستخراج لطائف صنع الله به وبره وحسن اختياره عن
شهود حمله، فتحصل () له لذة بما شهده من ذلك.
وفوق هذا مرتبة أرفع منه، وهي أن يشهد أن هذا مراد محبوبه، وأله
بمرأى منه ومستمع (6)، وأله هديته إلى عبده، وخلعته التي خلعها عليه،
ليرفل له في أذيال التذلل والمسكنة والتضرع لعزته وجلاله؛ فيعلم العبد
ن حقيقة المحبة هي موافقة المحبوب في محابه، فيحب ما يحبه
محبوبه. فيحب العبد تلك الحال من حيث موافقة المحبوب (7)، وان
(1)
(2)
(3)
(6)
(7)
"ك، ط ": " حا مله "، تحريف.
في الاصل: "تحامل"، ولعله سبق قلم. فالذي تقدم في اول الفصل:
"تحمل". وهو الوارد في المجالس.
"ط": "به"، خطا.
"فيخف عنه" ساقط من "ط".
"ب، ك، ط": "فيحصل". و لمثبت من "ف".
"ط": "مسمع".
في الاصل: "المحبوبة"، ولعله سبق قلم، كما أشار ناسخ "ف" بكتابة "ب"
فوق "به ". وفي "ب ": "المحبوبية ". وفي "ك، ط ": " موافقته لمحبوبه ".
582

الصفحة 582