كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
كرهها من حيث الطبع البشري، فإن هذه الكراهة لا تنافي محبته لها؛
كما يكره طبعه الدواء الكريه، وهو يحبه من وجه اخر. وهذا لا ينكر في
المحبة المتعلقة بالمخلوق مع ضعفها وضعف أسبابها، كما قال القائل
في ذلان:
أهوى هواه وبعدي عنه يعجبه فالبعد قد صار لي في حبه أربا (1)
وقا ل آخر (2):
أريد وصاله ويريد هجري فأترك ما ريد لما يريد (3)
وقا ل آخر (4):
وأهنتني فأهنت نفسي جاهدا ما من يهون عليلن ممن أكرم ()
وانه لتبلغ المحبة بالعبد إلى حيث يفنى بمراد محبوبه عن مراده هو
منه. فإذا شهد مراد محبوبه أحبه وان كان كريها إليه. فهذا لا ينكر
(6)
ولكن لا ينافي التألم بمراد المحبوب المنافي للمحب وصبره عليه،
بل يجتمع في حقه الامران.
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
من بيتين للقاضي أبي محمد المرتضى عبدالله بن القاسم بن المظفر الشهرزوري
(521 - 465 هـ) انظر: خريدة القصر -قسم شعراء الشام (2/ 310). وقد
ذكرهما المؤلف في روضة المحبين (403) ايضا.
"ب، ك، ط ": "الاخر".
لابن المنخم الواعظ. وقد سبق في ص (479).
"ب، ط ": "الاخر".
لابي الشيص الخزاعي من أبيات ستأتي في ص (659).
"لكن" ساقط من"ط".
583