كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وتقوى هذه المحبة باستبشاره وعلمه بعاقبة تلك البلوى وإفضائها
3 إلى غاية النعيم واللذة. فكلما قوي علمه بذلك، وقويت محئته لمن
ذكره بابتلائه، ازداد تلذذه بها، مع الكراهية الطبيعية التي هي من لوازم
الخلقة؛ ولا سيما إذا علم المحب الذي أحط الاشياء إليه أن يجري
ذكره على بال محبوبه أن محبوبه قد ذكره بنوع من الامتحان، فانه يفرح
بذكره له، وان ساءه ما ذكره به، كما قال القائل:
لئن ساءني أن نلتني بمساءة لقد سرني أني خطرت ببالكا (1)
1 لوجه الثامن: قوله: "وهو على ثلاث مقامات مرتبة بعضها فوق
بعض. فالاول: التصبر" إلى قوله: "وهو صبر العوام " ه
فيقال: لا ريب أن التصبر موذن بتكلف وتحمل (2) على كره، ولكن
هذا لا بد منه في الصبر، وهو سببه الذي ينال به. فالتصبر من العبد،
والصبر ثمرته التي يفرغها الله عليه (3) إذا تعاطاه وتكلفه، كما قال النبي
ير، ث (4).
ع! بر: "ومن يتصبر يصبره الله ". لمحمنزلة التصبر من الصبر منزلة التعلم
والتفهم من العلم والفهم، فلا بد منه في حصول الصبر.
(1)
(2)
(3)
كذا ورد البيت في الاصل وغيره وفي مدارج السالكين (373،198/ 2).
والصواب في روايته: "ببالك"، كما في روضة المحبين (164.583،402).
واغاثة اللهفان (921). وهو من قصيدة لابن الدمينة في ديوانه (17). وانظر:
حماسة أبي تمام (2/ 61).
"ب": "بحمر وتكلف ".
"عليه" ساقط من "ك، ط".
من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه. وقد سبق تخريجه فيص
(579).
584

الصفحة 584