كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
بإلهيته ومحبته، والصبر به متعلق بربوبيته ومشيئته. وما لهإا) أكمل مما
به، فإن ما له هو الغاية، وما به هو الوسيلة، فالصبر به وسيلة، والصبر له
غاية، وبينهما من التفاوت مابين الغايات و لوسائل.
و يضا فإن الصبر له متعلق بقوله: < إباك نعبد>، والصبر به متعلق
بقوله (2): < وإباي! تتعب *>. وهاتان الكلمتان منقسمتان بين
العبد وبين الله، كما ثبت عن النبي لمجيم فيما يروي عن ربه. و "إياك نعبد"
هي التي لله، " وإياك نستعين " هي التي للعبد (3)؛ وما لله أكمل مما للعبد،
فما تعلق بما هو له أفضل مما تعلق بما هو للعبد.
و يضا فالصبر له مصدره المحبة، والصبر به مصدره الاستعانة،
والمحبة أكمل من الاستعانة.
وأما الصبر على الله سبحانه [84/ب] فهو الصبر على أحكامه الدينية
والكونية. فهو يرجع إلى الصبرإ4) على أوامره، والصبر على ابتلائه،
فليس في الحقيقة قسما ثالثما (د)، والله أعلم.
فقد تبين أن الصبر بجميع أقسامه اصل مقامات الايمان، وهو أصل
كمال العبدإ6) الذي لا كمال له بدونه. ولا يذم منه إلا قسم واحد، وهو
(1) "ط": "وما هو له" وكذلك في لجمل اللاحقة زيد فيها "هو" بعد "ما".
(2) "والصبر به متعلق بقوله " ساقط من "ب، ط".
(3) نص الحديث في صحيح مسلم، كتاب الصلاة (395) عن أبي هريرة رضي الله
عنه.
(4) "ف": "التصبر".
(5) "ب": "قسم ثالث ".
(6) "ك، ط": "لكمال العبد".
586