كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

الصبر عن الله سبحانه، فاله صبر المعرضين المحجوبين. فالصبر عن
المحبوب أقبح شيء و سووه، وهو الذي يسقط المحب من عين
محبوبه، فان المحب كلما كان أكمل محبه كان صبره عن محبوبه
متعذرا.
] لوجه العاشر: قوله: "الثالث الاصطبار، وهو التلذذ بالبلوى
والاستبشار باختيار المولى. وهذا هو الصبر على الله، وهو صبر
العارفين ".
فيقال: الاصطبار افتعال من الصبر، كالاكتساب والاتخاذ، وهو
مشعر بزيادة المعنى على الصبر، كأله صار سجية وملكة، فإن هذا البناء
موذن بالاتخاذ والاكتساب، قال تعالى: < فازتقئهم وائط) [القمر/ 27].
فالاصطبار (1) أبلغ من الصبر، كما أن الاكتساب أبلغ من الكسب، ولهذا
كان في العمل الذي يكون على صاحبه، والكسب (2) فيما له. قال
تعالى: < لها ماكسبث وعليها ما كتسبمت) [البقرة/ 286] تنبيها على أ ن
الثواب يحصل لها بأدنى سعي وكسب، وأن العقاب إلما هو باكتسابها
وتصرفها وما تعانيه.
واذا علم هذا فالتلذذ بالبلوى والاستبشار باختيار الله سبحانه
لا يخص الاصظبار (3)، بل يكون مع الصبر ومع التصبر؛ ولكن لما كان
الاصطبار أبلغ من الصبر و قوى، كان بهذا التلذذ والاستبشار أولى.
والله أعلم.
(1) "ف": "والاصطبار"، والمثبت من غيرها قرب.
(2) "ف ": "وذلك " تحريف.
(3) "ب ": " لا يختمبالاصطبار".
587

الصفحة 587