كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
] لسبب السابع: قوة العلم بسوء عاقبة المعصية، وقبح أثرها،
والضرر الناشىء منها (1): من سواد الوجه، وظلمة القلب، وضيقه
0، (2)
وعمه، 851/أ] وحزنه و لمه، وانحصاره، وشدة قلقه واضطرابه،
وتمزق شمله، وضعفه عن مقاومة عدوه، وتعريه من زينته بالثوب الذي
جمله الله وزينه به، والعصرة التي تناله، والقسوة والحيرة في أمره،
وتخلي وليه وناصره عنه، وتولي عدوه المبين له، وتواري العلم الذي
كان مستعدا له عنه، ونسيان ما كان حاصلا له أو ضعفه ولا بد، ومرضه
الذي إذا استحكم به فهو الموت ولا بد، فان الذنوب تميت القلوب (3).
ومنها: ذلة بعد عزة.
ومنها: أنه يصير أسيرا في يد أعدائه بعد أن كان ملكا متصرفا يخافه
أعداوه.
ومنها: أنه يضعف تأثيره، فلايبقى له نفوذ في رعيته ولافي
الخارج، فلا رعيته تظيعه إذا أمرها، ولا ينفذ في غيرهم.
ومنها: زوال أمنه وتبدله به مخافة، فأخوف الناس أشدهم إساءة.
ومنها: زوال الانس والاستبدال به وحشة، وكلما ازداد إساءة ازداد
" (4)
وحشه.
(1)
(2)
(3)
(4)
قد افاض المصانف في بيان أضرار المعصية في الداء والدواء (85 - 169).
"ب": "وضيقه وهقه وغمه ".
قال عبدالله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
انظر: زاد المعاد (4/ 03 2).
هذه الفقرة ساقطة من "ب".
591