كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
حياتكم الدنيا والسمئعتم بها> [الاحقاف/ 20]. فالمؤمن لا يذهب طيباته في
الدنيا، بل لا بد أن يترلن بعض طيباته للآخرة. و ما الكافر فلأله (1)
لا يؤمن بالاخرة، فهو حريص على تناول حظوظه كلها وطيباته في
الدنيا.
ومنها: علمه بأن أعماله هي زاده ووسيلته إلى دار إقامته. فإن تزود
من معصية الله أوصله ذلك الزاد إلى دار العصاة والجناة ه وإن تزود من
طاعته وصل إلى دار أهل طاعته وولايته.
ومنها: علمه بأن عمله هو وليه في قبره و نيسه فيه، وشفيعه عند
ربه، والمخاصم والمحاج عنه؛ فإن شاء جعله له، وان شاء جعله عليه.
ومنها: علمه بأن أعمال البر تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى
الله به؟ فبحسب قوة (2) تعلقه بها يكون صعوده مع صعودهاه و عمال
الفجور تهوي به وتجذبه إلى الهاوية، وتجره إلى أسفل سافلين؛
" (3) - -!
وبحسب فوة تعلقه بها يكون هبوطه معها ونزوله إلى حيث سبتمر
(4)
به. قال تعالى: <إلية لضعد الكلو ألطيب والعمل لص! لح يرفعة)
[فاطر/ 0 1]. وقال تعالى: < إن الذلين كذبو يايتنا و ستكبروا عنها لالفنح الم
أئواب لمحا >1 الاعراف/40]. فلما لم تفتح أبواب السماء لاعمالهم بل
أغلقت عنها، لم تفتح لأرواجهم عند المفارقة بل أغلقت عنها. و هل
الايمان والعمل الصالح لما كانت أبواب السماء مفتوحة لاعمالهم حتى
(1) "ب، ك، ط":"ف! نه ".
(2) "قوة " ساقط من "ب ".
(3) "قوة " ساقط من "ب ".
(4) "ك، ط ": "يستقر"، تصحيف.
595