كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وصلت إلى الله سبحانه، فتحت لارواجهم حتى وصلت إليه سبحانه،
وقامت بين يديه، فرحمها، وأمر بكتابة اسمها في عليين.
[85/ب] ومنها: خروجه من حصن الله الذي لا ضيعة على من دخله.
فيخرج بمعصيته منه إلى حيث يصير نهبا للصوص وقطاع الطريق. فما
الظن بمن خرج من حصن حصين لا تدركه فيه افة، إلى خربة موحشة (1)
مأوى اللصوص وقطاع الطريق، فهل يتركون معه شيئا من متاعه؟
ومنها: أله بالمعصية قد تعرض لمحق بركته في كل شي؟ من أمر
دنياه واخرته. فإن الطاعة تجلب للعبد بركات كل شيء، والمعصية
تمحق عنه كل بركة (2).
وبالجملة فاثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبد علما،
واثار الطاعة الحسنة أكثر من أن يحيط بها علما. فخير الدنيا والاخرة
بحذافيره في طاعة الله، وشر الدنيا والاخرة بحذافيره في معصيته (3).
وفي بعض الاثار يقول الله تعالى: " من ذا الذي أطاعني، فشقي بطاعتي؟
ومن ذا الذي عصاني، فسعد بمعصيتي؟ " (4)
السبب الثامن: قصر الامل، وعلمه بسرعة انتقاله، وأله كمسافر
دخل قرية وهو مزمع على الخروج منها، او كراكب قال في ظل شجرة ثم
سار وتركها، فهو لعلمه بقلة مقامه وسرعة انتقاله حريص على ترك ما
(1) زاد بعدها في "ط ": "هي ".
(2) "في كل شيء من امر. . ." إلى هنا ساقط من "ط".
(3) "ب": "معصية الله ".
(4) أخرجه الطبري في تفسيره (16673) من حديث وهب بن منبه. (ز).
596

الصفحة 596