كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ترك الطاعة الكسل والبطالة والمهانة، ولا ريب ن داعي المعصية أقوى.
قالوا: ولان العصيان قد اجتمع عليه داعي النفس والشيطان (1)
والهوى، وأسباب الدنيا، وقرناء الرجل، وطلب التشبه والمحاكاة،
وميل الطبع. وكل واحد من هذه الدواعي يجذب العبد إلى المعصية،
ويطلب (2) أثره؛ فكيف إذا اجتمعت وتظاهرت على القلب؟ فأي صبر
أقوى من صبره (3) عن اجابتها؟ ولولا أن الله يصبره لما تاتى منه الصبر.
وهذا القول - كما ترى - حجته في غاية الظهور.
ورجحت طائفة الصبر على الطاعة بناء منها على أن فعل
المأمورات (4) أفضل من ترك المنهيات، واحتجت على ذلك بنحو من
عشرين حجه (. ولا ريب أن فعل المامورات إذما يتئم بالصبر عليها،
فاذا كان فعلها فضل كان الصبر عليها فضل.
وفصل النزاع في ذلك أن هذا يختلف باختلاف الطاعة والمعصية،
فالصبر على الطاعة العظيمة (6) الكبيرة أفضل من الصبر عن المعصية
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
"ط ": "والهوى والشيطان ".
"ط ": "صبر".
"ف ": " تجذب. . . تطلب ". والاصل غير منقوط.
"ك، ط ": "المامور".
ذكر المصنف في مدارج السالكين (188/ 2) ان شيخ الاسلام كان يقول:
الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفصل،
وأن له في ذلك مصنفا قرره فيه بنحو من عشرين وجها. وقد ذكر في عدة
الصابرين (68 - 75) عشرين وجها، ولكن لم يشر إلى نه قول شيخ الاسلام.
وهكذا ذكر في الفوائد (119 - 128) قول سهل بن عبدالله التستري: "إن ترك
الامر عند الله اعظم من ارتكاب النهي "، ونصره بثلاثة وعشرين وجها.
"ك، ط": "المعظمة".
599