كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يرفع به رأسا (1)، ونبذه وراء ظهره، وابتغى الهدى من غيره، وجعله (2)
في دركات الجحيم متولجا. فإنه الذكر الحكيم، والصراط المستقيم،
والنبأ العظيم، وحبل الله المتين المديا بينه وبين خلقه، وعهده الذي من
استمسك به فاز ونجا.
واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا سميئ له، ولا كفو
له، ولا صاحبة له، ولا ولد له، ولا شبيه له؛ ولا يحصي احد ثناء
عليه، بل هو كما ثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه خلقه، شهادة من
اصيح قلبه بالايمان بالله واسمائه وصفاته مبتهجا، ولم يزغ عنه إلى (3)
شبه الجاحدين المعطلين معرجا.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على
وحيه، وسفيره بينه وبين عباده. ارسله الله (4) رحمة للعالمين، وقدوة
للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد اجمعين. ارسله على
حين فترة من الرسل، فهدى به إلى اقوم الطرق واوضح السبل، وافترض
على العباد طاعته ومحبته وتعزيره وتوقيره والقيام بحقوقه، وسد إلى
جنته جميع الطرق فلم يفتح لاحد إلا من طريقه. فشرح له صدره، ورفع
له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف امره.
فهدى به من الصلالة، وعلم به من الجهالة. وكثر به بعد القلة، وأعز
به بعد الذلة، واغنى به بعد العيلة. وبصر به من العمى، وارشد به من
(1)
(2)
(3)
(4)
" ط) ": " ر ا سه ".
" ك، ط ": " حغ ".
"ط ": "ولم يدع إلى"، تحريف.
سقط لفط الجلالة من"ط".

الصفحة 6