كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

كراهية (1) هذا الدواء ومرارته فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره. قال الله
تعالى: < وعسئ أن تكرمموا شتا ومموجر لحئم وعسى أن تحبوا شعا وهوشز
ئ! و لله يغلم وأنتم لا لغلموت!) [البقرة/ 216]. وقال: < فعسى+ أن
تكرهواشئا ويجعل لله فيه خئراكنيرا!) [النساء/ 19]. وفي مثل هذا
قال القائل:
لعل عتبك محمود عواقبه وربما صحت الاجسام بالعلل (2)
التاسع: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله، وإنما جاءت
لتمتحن صبره وتبتليه، فيتبين حينئذ هل يصلح لاستخدامه وجعله من
(3) ء
أوليائه وحزبه ام لا؟ فان ثبت اصطفاه واجتباه، وخليع عليه خليع
الاكرام، و لبسه ملابس الفضل، وجعل أولياءه وحزبه خدما له وعونا
له. وإن انقلب على وجهه ونكص على عقبيه طرد، وصفع قفاه،
و قصي، وتضاعفت عليه المصيبة. وهو لا يشعر في الحال بتضاعفها (4)
وزيادتها، ولكن سيعلم بعد ذلك بأن المصيبة في حقه صارت ()
مصائب، كما يعلم الصابر أن المصيبة في حقه صارت نعما عديدة. وما
بين هاتين المنزلتين المتباينتين إلا صبر ساعة، وتشجيع القلب في تلك
الساعة. والمصيبة لا بد أن تقلع عن هذا وهذا، ولكن تقلع عن هذا
بأنواع الكرامات والخيرات، وعن الاخر بالحرمان والخذلان.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
" ب، ك، ط ": " دا هة ". لم
"ب": "الاجساد بالعلل ". والبيت لابي الطيب، وقد سبق (508،367).
" وحزبه " ساقط من " ب ".
" ف ": " بتضاعيفها"، خطاه
"ب ي!: "صارت في حقه ".
602

الصفحة 602