كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

القؤم اسنن!) [المائدة / 26]. وقال تعالى: < إذ يقولى لصثحه-
لا تحزن إت أدله معنا > [التوبة/ 40]. فالحزن هو بلية من البلايا التي
نسال الله دفعها وكشفها، ولهذا يقول أهل الجنة: < الحمد لله الذي أذهب
عنا الخز! > [فاطر/ 34] فحمدوه سبحانه أ 1) على أن أذهب عنهم تلك البلية
ونجاهم منها.
وفي الصحيح عن النبي لمخي! أله كان يقول في دعائه: "اللهم إني اعوذ
بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين
وغلبة الرجال " (2). [86/ب] فاستعاذ لمجيط من ثمانية أشياء كل شيئين منها
قرينان.
فالهم والحزن قرينان، وهما الالم الوارد على القلب، فان كان على
ما مضى فهو الحزن، وان كان على ما يستقبل فهو الهم. فالألم الوارد إ ن
كان مصدره فوت الماضي أثر الحزن، وإن كان مصدره خوف الاتي أثر
الهم.
والعجز والكسل قرينان، فان تخلف مصلحة العبد وكماله عنه (3) إ ن
كان من عدم القدرة فهو عجز. وان كان من عدم الارادة فهو كسل.
والجبن والبخل قرينان، فان الاحسان يفرح القلب، ويشرح الصدر،
ويجلب النعم، ويدفع النقم. وتركه يوجب الغم (4) والضيق، ويمنع
(2)
(3)
(4)
"ط": "فحمده على".
اخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير (2893) وغيره، ومسلم في الذكر
والدعاء (2706) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. وضلع الدين: ثقله.
"ط": "مصلحة العبد وبعدها عنه".
" ط ": " الضيم "، تحريف.
606

الصفحة 606