كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فكان (1) ذلك عوضا لها من الحزن. فعلى كل حال لا فائدة لها في الحزن
أصلا. والله اعلم.
وقال بعض العارفين؟ " ليست الخاصة من الحزن في شيءٍ " (2).
وقوله رحمه الله: " معرفة الله جلا نورها كل ظلمة، وكشف سرورها
كل غمة) " كلام في غاية الحسن. فان من عرف الله أحبه ولا بد، ومن
احبه انقشعت عنه سحائب الظلمات، وانكشفت عن قلبه الهموم
والغموم والاحزان، وعمر قلبه بالسرور والافراح، و قبلت إليه وفود
التهاني والبشائر من كل جانب، فاله لا حزن مع الله أبدا.
ولهذا قال تعالى حكاييم عن نبيه اله قال لصاحبه (3): <لا تخزن
إن ألله معنا> [دتوبة/ 40]. فدل على (4) اله لا حزن مع الله، و ن من
كان الله معه فما له وللحزن؟ وإلما الحزن كل الحزن لمن فاته الله، فمن
حصل الله له، فعلى أي شيءٍ يحزن؟ ومن فاته الله، فباي شيء يفرح؟ قال
تعا لى: < قل بقضل ألله وبرحمته - فبذ لك ففيفرحوا) [يونس / 58].
فالفرح بفضله وبرحمته () تبع للفرح به سبحانه، فالمؤمن يفرح بربه
أعظم من فرح كل احد بما يفرح به، من حبيب او جاه (6) أو مال أو نعمة
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"ط":"وكان".
من كلام الهروي في منازل
(603/ 1).
"ط": "لصاحبه ابي بكر".
"على" ساقط من "ك، ط".
"ك، ط": "ورحمته".
"ك، ط": "حياة"، تحريف.
السائرين (20). وانظر: مدارج السالكين
610

الصفحة 610