كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فإذه غنى بطل زائل، وعاريه ترجع عن قريب إلى أربابها، فاذا الفقر
باجمعه بعد ذهابها، وكأن الغنى بها كان حلما فانقضى. ولا همة أضعف
من همة من رضي بهذا الغنى الذي هو ظل زائل.
وهذا غنى أرباب الدنيا الذي فيه يتنافسون، واياه يطلبون، وحوله
يحومون، ولا أحب إلى الشيطان و بعد من (1) الرحمن من قلب ملآن
بحمث هذا الغنى وبالخوف (2) من فقده.
قال بعض السلف: إذا اجتمع إبليس وجنوده لم يفرحوا بشيء
كفرجهم بثلاثة أشياء: مؤمن قتل مؤمنا، ورجل يموت على الكفر،
وقلب فيه خوف الفقر (3).
وهذا الغنى محفو! ت بفقرين: فقر قبله، وفقر بعده، وهو كالغفوة
بينهما، فحقيق بمن نصح نفسه أن لا يغتر به ولا يجعله نهاية مطلبه، بل
إذا حصل له جعله سببا لغناه الاكبر ووسيلة إليه، ويجعله خادما من
خدمه لا مخدوما له، وتكون نفسه أعز عليه من (4) أن يعئدها لغير مولاه
الحق، أويجعلها خادمة لغيره.
(1)
(2)
(3)
(4)
"ط":"عن ".
" ك، ط ": ة و 1 لخوف ".
من كلام حمدون القصار النيسابوري شيخ الملامتية (271 هـ). انظر الرسالة
القشيرية (272).
"من" ساقطة من "ك".
66

الصفحة 66