كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

القلب سلامته من السبب، ومسالمته للحكم، وخلاصه من الخصومة ".
ومعلولم أن هذا شرط في الغنى، لا أله نفس الغنى؛ بل وجود المنازعة
والمخاصمة وعدم المسالمة مانع من الغنى. فهذه السلامة والمسالمة
دليل على غنى القلب، لا أن غناه بها نفسها، وإلما غنى القلب بالدرجة
الثالثة فقط، كما سياتي بيانه (1). فان الغني (2) إلما يصير غنيا بحصول
مايسد فاقته ويدفع حاجته. وفي القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة وحاجة
شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغني الحميد الذي إن حصل للعبد
حصل له كل شيء، وإن فاته فاته كل شيء. فكما اله سبحانه الغني على
الحقيقة ولا غني سواه، فالغنى به هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره
ألبتة. فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه على السوى حسرات،
ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة، وحضره كل سرور وفرح، والله
المستعان.
وإلما قدم الشيخ (3) الكلام على "غنى القلب " على الكلام على "غنى
النفس "؛ لان (4) كمال صلاح النفس، وغناها () بالاستقامة من جميع
الوجوه، وبلوغها إلى درجة الطمأنينة لا يكون إلا بعد صلاح القلب؛
واصلاح (6) النفس متقدم على إصلاح القلب (7). هكذا قيل! وفيه ما
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
بعده في "ك، ط": "إن شاء الله ".
"ط": "فالغنى".
"ك، ط": "شيخ الاسلام ".
"ف": "أن" أخطا في القراءة.
"ط": "النفس غناها".
"ك، ط": "صلاح".
"ط": " إصلاحه ". "ك": "صلاح الفلب".
68

الصفحة 68