كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فيه، لان صلاخ كل منهما مقارن لصلاح الاخر، ولكن لما كان القلب
هو الملك وكان صلاحه صلاح جميع رعيته كان أولى بالتقديم.
وقد قال النبي ع! ي!: "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر
الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب " (1).
121/ب] والقلب (2) إذا استغنى بما فاض عليه من مواهب رئه وعطاياه
السنية حلع على الامراء والرعية حلعا تناسبها: فخلع على النفس خلع
الطمأنينة والسكينة والرضا والاخبات، فأدت الحقوق سماحة لا كظما
بل (3) بانشراح ورضا ومبادرة. وذلك لالها جانست القلب حينئذ،
ووافقته في أكثر أموره، واتحد مرادهما غالبا، فصارت له وزير صدق،
بعد أن كانت عدوا مبارزا بالعداوة. فلا تسأل عما أحدثت هذه المؤازرة
والموافقة من طمأنينة ولذة عيش ونعيم هو رقيقة (4) من نعيم أهل الجئة!
هذا، ولم تضع الحرب أوزارها فيما بينهما، بل عدتها وسلاجها كامن
متوار، لولا قو!) سلطان القلب وقهره لحاربت بكل سلاح؛ فالمرابطة
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. أخرجه البخاري في الايمان (52)،
ومسلم في المساقاة (1599).
"ك": "فالقلب".
"بل" ساقطة من "ك، ط".
أراد أنه جزء يسير جدا من نعيم أهل الجنة. وقد استعمل المؤلف هذا التعبير
في مدارج السالكين أيضا فقال: "وذلك رقيقة من حال أهل الجنة في الجنة"
(2/ 464). وقال: (وهذا رقيقة من حال أهل الجئة" (156/ 3)، وقرن بها
كلمة "لطيفة" في (294/ 3) قال: "فان نعيم المحبة في الدنيا رقيقة ولطيفة من
نعيم الجنة في الاخرة ". فالرقيقة هنا اسم. وقد ضبطت في "ك" بضم أولها
وفتح ئانيها، وفوقها علامة "صح "، وفي "ط ": "دقيقة ". والصواب ما أثبتنا.
"ط ": "قدرة ".
69

الصفحة 69