كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فلنرجع إلى كلامه.
[تقسير الدرجة الأولى وهي غنى القلب]
فقوله في الدرجة الأولى -وهي غنى القلب - أله "سلامته من
السبب " أي من الفقر إلى السبب، وشهوده، و لاعتماد عليه، والركون
إليه، والثقة به. فمن كان معتمدا على سبب غنئا به (1) واثفا به لم بطلق
عليه اسم " الغنى "، لأله فقير إلى الوسائط، بل لا يسمى صاحبه غنيا إلا
إذا سلم من علة السبب استغناء بالمسبب، بعد الوقوف على رحمته
وحكمته وتصرفه وحسن تدبيره، فلذلك يصير صاحبه غنئا بتدبير الله
عزوجل.
فمن كملت له السلامة من علة الاسباب، ومن علة المنازعة للحكم،
بالاستسلام له والمسالمة (2)، أي بالانقياد لحكمه الذي (3) حصل الغنى
للقلب بوقوفه على حسن تدبيره ورحمته وحكمته (4). فاذا وقف العبد
على حسن تدبيره () واستغنى القلب به لم يتم له الاستغناء بمجرد هذا
الوقوف، إن (6) لم ينضم إليه المسالمة للحكم - وهو الانقياد له - فان
المنازعة للحكم إلى حكم اخر دليل على وجود رعونة الاختيار، وذلك
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
"طلا: "سبب غناه "، تحريف.
"ف ": "المسألة "، تحريف.
"اتذي" ساقط من "ط"، ولعل الناشر حذفه لتقويم النص.
العبارة "فمن كملت له السلامة. . ." إلى هنا كذا وردت في الاصل وغيره.
و راها قلقة في هذا الموضع، ولو حذفت لاستقام السياف.
من "رحمته" إلى هنا ساقط من"ف" لانتقال النظر.
" ن ": " الاستغناء وهذا الوقوف إن. . . ". "ط ": " وان دا، خطأ.
72

الصفحة 72