كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

التسليم والمسالمة، وهي أن يشهد عزة الحاكم سبحانه في حكمه،
وعدله في قضائه، وحكمته في جريانه عليه، و ن ما أصابه لم يكن
ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه (1)، و ن الكتاب الاول سبق بذلك
(2) و
برء الخليقة، فقد جف القلم بما يلقاه كل عبد، لمحمن رضي فله
الرضا، ومن سخط فله السخط.
ويشهد أن القدر ما أصابه إلا لحكمة اقتضاها اسم الحكيم جل جلاله
وصفة (3) الحكمة، و ن القدر قد أصاب مواقعه وحل في المحل الذي
ينبغي أن يحل فيه، إذ هو موجب الحكمة البالغة والعلم المحيط والعزة
[14/ب] التامة، لم يخطىء مواقع الحكمة، ولم يتعد منازله التي ينبغي (4)
له أن ينزل بها ()؛ و ن ذلك أوجبه عدل الله وحكمته وعزته وعلمه وملكه
العادل، فهو موجب أسمائه الحسنى وصفاته العلى. فله عليه أكمل حمد
و تفه، كما له الحمد على جميع أفعاله و وامره.
وإن كان حط العبد من هذا القدر الذم، فحق الرب جل جلاله منه
الحمد والمدح، لانه موجب كماله و سمائه الحسنى وصفاته العلى،
وهو موجب نقص العبد وجهله وظلمه وتفريطه.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
يشير إلى الحديث الذي اخرجه احمد (21589، 21653،21611)، وعبد بن
حميد (247)، و بوداود (4699)، وابن ماجه (77)، وابن حبان (727) من
حديث زيد بن ثابت، وهو حديث صحيح، صححه ابن حبان (ز).
"ك، ط": "بدء".
"ط": "وصفته".
العبارة "ان يحل فيه. . " إلى هنا ساقطة من "ط" لانتقال النظر.
"ط": "به"، ولعله تغيير بسبب السقطه
78

الصفحة 78