كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أصلها ثابت في القلب، وفروعها من (1) الكلام الطيب والعمل الصالح
في السماء، فلا تزال هذه الشجرة تخرج ثمرها كل وقت بإذن ربها من
طيب القول وصالح العمل مما تقر به عين (2) صاحب الاصل وعيون
حفظته وعيون اهله واصحابه ومن قرب منه. فان من قرت عينه بالله قرت
به كل عين، وأنس به كل مستوحش، وطاب به كل خبيث، وفرح به كل
حزين، وأمن به كل خائف، وشهد به كل غائب، وذكرت رؤيته بالده،
فاذا لصثي ذكر الله.
قد اطمأن (3) قلبه بالله (4)، وسكنت نفسه إلى الله، وخلصت محبته
لله، وقصر خوفه من الله ()، وجعل رجاءه كله لله. فان سمع سمع بالله،
وان أبصر أبصر بالده، وإن بطش بطش بالده، وان مشى مشى بالده. فبه
يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يمشي. فاذا احب احب الله، وإذا
أبغض أبغض لله (6)، واذا اعطى فلله، إذا منح فلله.
قد اتخذ الله وحده معبوده ومرجوه ومخوفه وغاية قصده ومنتهى
طلبه، واتخذ رسوله وحده دليله وامامه وقائده وسائقه (7). فوخد الله
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
"ك ": "فروعها والكلم ". ط: "فروعها الكلم ".
"ك، ط": "ما تقر به عيون ".
"ط": "فاطمأن".
"ك، ط": "إلى الله ".
كذا بخط المؤلف. وكتب ناسخ المبيضة فوق
"ف، ن، ك". وفي "ط": "على الله " وفي نسختي
"حضر خوفه. . .".
"ك، ط ": "فإذا احث فلله، واذا ابغض فلله ".
"ف": "شافعه"، ولعله اخطأ في القراءة.
"من ": "كذا"، وكذا في
الاميرة نورة وابن كمان:

الصفحة 8