كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقد قال لمجم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: "من ذكرني في نفسه
ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم " (1). فهذا
ذكر ثان بعد ذكر العبد لربه غير الذكر الاول الذي ذكره به (2) حتى جعله
ذاكرا، وشعور العبد بكلا الذكرين يوجب له غنى زائدا على إنعام ربه
عليه وعطاياه له.
وقد ذكرنا في كتاب "الكلم الطيب والعمل الصالح " (3) من فوائد
الذكر استجلاب ذكر الله لعبده. وذكرنا قريبا من مائة فائدة تتعلق بالذكر،
كل فائدة منها لاخطر (4) لها. وهو كتاب عظيم النفع جدا.
والمقصود أن شعور العبد وشهوده لذكر الله له يغني قلبه ويسد فاقته،
وهذا بخلاف من نسوا الله فنسيهم؛ فان الفقر من كل خير حاصل لهم،
ومايظنون أله حاصل لهم من الغنى فهو من أكبر () أسباب فقرهم.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. اخرجه البخاري في كتاب التوحيد
(05 74) وغيره، ومسلم في الذكر (2675).
"به" ساقط من"ف".
ص (96). وقد صدر الكتاب في هذه السلسلة بعنوان "الوابل الصيب ورافع
الكلم الطيب ".
كذا في الاصل وغيره. أي لا مئيل لها، ولا عوض عنها. في حديث أسامة بن
زيد: "ألا مشفر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها" رواه ابن ماجه (4332).
وقال المصنف في زاد المعاد (273/ 4): " فلا تبع لذة الابد التي لا خطر لها
بلذة ساعة تنقلب الاما". وانظر: اللسان (خطر). وفي ط: "لا نظير لها "،
ولعله تغيير من ناسخ أو ناشر.
"ف": "آكد". "ن": "احد"، والصواب ما اثبتنا.
86

الصفحة 86