كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

] لدرجة الثانية من درجات الغنى بالله عز وجل: دوام شهود أوليته
تعالى، وهذا الشهود عند أرباب السلوك أعلى مما قبله، والغنى به أتم
من الغنى المذكور؛ لاله من مبادىء الغنى بالحقيقة؛ لان العبد إذا فتح
الله لقلبه (1) شهود أوليته سبحانه حيث كان ولا شيء غيره، [16/ا] وهو
الاله الحق الكامل في أسمائه وصفاته، الغني بذاته عما سواه، الحميد
المجيد (2) بذاته قبل أن يخلق من يحمده ويعبده ويمجده، فهو معبود
محمود حي قيوم، له الملك وله الحمد في الازل والابد، لم يزل
ولا يزال موصوفا بصفات الجلال، منعوتا بنعوت الكمال، وكل شيء
سواه فالما كان به؛ وهو تعالى بنفسه ليس بغيره، فهو القيوم الذي قيام (3)
كل شيء به، ولا حاجة به في قيومته إلى غيره بوجه من الوجوه = فإذا
شهد العبد سبقه تعالى بالاولية (4) ودوام وجوده الحق، وغاب بهذا عما
سواه من المحدثات؛ فني في وجوده من لم يكن، كأله لم يكن ()، وبقي
من لم يزل. واضمحلت الممكنات في وجوده الازلي الدائم، بحيث
صارت كالطلال التي (6) يبسطها ويمدها ويقبضها، فيستغني العبد بهذا
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"ف": "د"، خلاف الاصل.
"المجيد" ساقط من"ك، ط".
"ف": "أقام" خلافا للأصل.
في الاصل: "الاولوية" سهو، وكذا في "ف ".
"كانه لم يكن" ساقط من"ط".
في الأصل و"ف": "الذي"، وفي حاشيتيهما علامة "ظ" أي انظر. ولعله سبق
قلم. وكذا في "ن، ك"، والمثبت من"ط".
87

الصفحة 87