كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

المشهد العظيم، ويتغذى به (1) عن فاقاته وحاجاتهه
وإلما كان أفضل عندهم (2) مما قبله لان الشهود الذي قبله فيه شائبة
مشيرة إلى وجود العبده وهذا الشهود الثاني ساتر للموجودات (3) كلها
سوى الأول تعالى، قد اضمحلت، وفنيت فيه، وصارت كاوليقا،
(4)
وهو العدم. فأفنتها أولية الحق تبارك وتعالى، فبقي العبد محوا صرفا
وعدما محضا، وإن كانت إنثته متشخصة () مشارا (6) إليها، لكنها لما
نسبت إلى أولية الحق عز وجل اضمحلت وفنيت، وبقي الواحد الحق
الذي لم يزل باقيا. فاضمحل ما دون الحق تعالى في شهود العبد، كما
هو مضمحل في نفسه. وشهد العبد حينئذ أن كل شيء سوى الله (7)
باطل، وأن الحق المبين هو الله وحده. ولا ريب أن الغنى بهذا الشهود
أتم من الغنى بالذي قبله.
وليمس هذا مختصا بشهود أوليته تعالى فقط، بل جميع ما يبدو
للقلوب من صفات الرب جل جلاله يستغني العبد بها بقدر حظه وقسمه
من معرفتها وقيامه بعبوديتها.
فمن شهد مشهد علؤ الله على حلقه وفوقيته لعباده واستوائه على
عرشه، كما أخبر به أعرف الخلق و علمهم به الصادق المصدوق؛ وتعبد
(2)
(3)
(4)
(6)
(7)
في الاصل وغيره: " بها] ا، وهو أيضا سهو. وفي حاشيتي الاصل و" ف " علامة " ظ ".
"ط": "كان هذا عندهم افضل ".
"ط ": " سائر الموجودات " تحريف.
"ف": "هي" خلاف الاصل.
"ط": "مشخصةلا.
"ك ": "ومشارم إليها".
"ك، ط ": "ماسواه ".
88

الصفحة 88