كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وكذلك إذا شهد مشهد القيومية الجامع لصفات الأفعال، وأله قائم
على كل شيء، وقائم على كل نفس بما كسبت (1)؛ و نه تعالى هو القائم
بنفسه، المقيم لغيره، القائم عليه بتدبيره وربوبيته وقهره وايصال جزاء
المحسن إليه وجزاء المسيء إليه؛ و ده لكمال (2) قيوميته لاينام
ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل
النهار وعمل النهار قبل الليل، لاتأخذه سنة ولا نوم، ولايضل
ولا ينسى. وهذا المشهد من أرفع (3) مشاهد العارفين، وهو مشهد
الربوبية.
وأعلى منه مشهد الالهية الذي هو مشهد الرسل و تباعهم الحنفاء.
وهو شهادة أن لا إله إلا هو، وان إلهية ما سواه باطل ومحال، كما ا ن
ربوبية ما سواه كذلك، فلا أحد سواه يستحق أن يوثه ويعبد، ويصلى له
ويسجد. ويستحق نهاية الحمث مع نهاية الذل لكمال أسمائه وصفاته
و فعاله، فهو المطاع وحده على الحقيقة، والمألوه وحده، وله الحكم
وحده. فكل عبودية لغيره باطلة وعناء وضلال، وكل محبة لغيره عذاب
لصاحبها، وكل غنى بغيره (4) فقر وفاقة، وكل عز بغيره ذل وصغار،
وكل تكثر بغيره قلة وذثة. فكما استحال أن يكون للخلق رلث غيره،
فكذلك يستحيل () أن يكون لهم إله غيره، فهو الذي انتهت إليه
الرغبات، وتوجهت نحوه الطلثات.
(1) "بما كسبت " ساقط من"ك، ط".
(2) "ك، ط": "بكمال".
(3) "ن": "اعلى".
(4) "ك، ط": "لغيره"، تحريف.
(5) "ط": "استحال".
91

الصفحة 91