كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ويستحيل أن يكون معه إله اخر، فإن الاله على الحقيقة هو الغني
الصمد الكامل في أسمائه وصفاته، الذي حاجة كل أحد إليه، ولا حاجة
به لى أحد؛ وقيام كل شيء به، وليس قيامه بغيره. ومن المحال ا ن
يحصل في الوجود اثنان كذلك، ولو كان في الوجود إلهان لفسد نظامه
اعظم فساد و ختل أعطم اختلال، كما يستحيل أن يكون له فاعلان
متساويان كل منهما مستقل بالفعل، فإن استقلالهما ينافي استقلالهما،
واستقلال أحدهما يمنع ربوبية الاخر، فتوحيد الربوبية أعظم دليل على
توحيد الالهية.
ولذلك (1) وقع الاحتجاج به في القرآن أكثر مما و بغيره، لصحة
دلالته وظهورها، وفبول العقول والفطر لها، ولاعتراف أهل الارض
بتوحيد الربوبية. ولذلك (2) كان عباد الاصنام يقرون به، وينكرون توحيد
الالهية، [17/أ] ويقولون: < أجعل لأالة إلها وحدا) [ص/ 5] مع اعترافهم
بأن الله وحده هو الخالق لهم وللسماوات والارض وما بينهما، وأنه
المتفردأ3) بملك ذلك كله. فأرسل الله تعالى الرسل تذكرهم أ4) بما في
فطرهم الاقرار به من توحيده وحده لا شريك له، وأنهم لو رجعوا إلى
فطرهم وعقولهم لدلتهم على امتناع إله آخر معه واستحالته وبطلانه.
فمشهد الالوهية هو مشهد الحنفاء، وهو مشهد جامع للأسماء
والصفات، وحظ العباد منه بحسب حظهم من معرفة الاسماء
(1) "ك":"كذلك "،خطأ.
(2) "ك، ط":"وكذلك ".
(3) "ط ": "المنفرد"، والاصل غير منقوط.
(4! "ك، ط": "فأرسل الله تعالى يذكر بما".
92

الصفحة 92