كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والصفات. ولذلك كان أكمل الخلق فيه أعرفهم بالله و سمائه
وصفاته (1)، ولذلك (2) كان الاسم الدال على هذا المعنى هو اسم الله جل
جلاله، فان هذا الاسم هو الجامع، ولهذا تضاف الاسماء الحسنى كلها
إليه، فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أسماء الله،
ولايقال: "الله" من أسماء الرحمن. قال تعالى: <ودئه لأكآء
لح!) [الاعراف/ 180].
فهذا المشهد تجتمع فيه المشاهد كلها، وكل مشهد سواه فإلما هو
مشهد لصفة من صفاته. فمن اتسع قلبه لمشهد الإلهية، وقام بحقه من
التعبد الذي هو كمال الحب بكمال الذل والتعظيم والقيام بوظائف
العبودية، فقد تم له غناه بالاله الحق، وصار من أغنى العباد. ولسان
حال مثل هذا يقول:
غنيت بلا مال عن الناس كلهم وان الغنى العالي عن الشيء لابه (3)
فيا له من غنى ما عظم خطره، و جل قدره! تضاءلت دونه الممالك
فما دونها، فصارت بالنسبة إليه كالظل من الحامل له، والطيف الموافي
في المنام الذي يأتي به حديث النفس، ويطرده الانتباه من النوم.
(1)
(2)
(3)
العبارة "ولذلك. . . " الى هنا ساقطة من "ك، ط".
"ك":! وكذلك".
من قصيدة نسبت في المستطرف (43/ 2) إلى الامام الشافعي. ومنه في ديوانه
- نشرة إحسان عباس (17)، والبيت وحده ورد في المستطرف أيضا (1/ 110)
معسوبا إلى القهستاني، وله في معجم الادباء (1680). وانطر: مفتاح دار
السعادة (1/ 19 4)، ومدارج السالكين (3/ 152).
93

الصفحة 93