كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
الدرجة الثالتة من درجات الغنى بالرب جل جلاله: الفوز بوجوده.
هذا الغنى أعلى درجات الغنى؛ لان الغنى الاول والثاني كانا من اثار
ذكر الله والتوجه، ففاض على القلب في صدق توجهه (1) أنوار الصفات
المقدسة، فاستغنى (2) القلب بذلك، وحصل (3) له أيضا أنوار الشعور
بكفالته وكفايته لعبده، وحسن وكالته له (4)، وقيوميته بتدبيره، وحسن
تدبيره، فاستغنت النفس بذلك أيضا.
وأفا هذا الغنى الثالث الذي هو "الغنى بالحق " فهو من آثار وجود
الحقيقة، وهو إلما يكون بعد ترقيه من اثار الصفات إلى اثار وجود
الذات. وإلما يكون هذا الوجود بعد مكاشفة عين اليقين عندما يطلع فجر
التوحيد، فهذا أوله. وكماله عند طلوع شمسه، فيتقطع () ضباب
الوجود الفاني، وتشرق شمس الوجود الباقي، فيتقطع (6) لها كل
ضباب. وهذا عبارة عن نور يقذف (7) في القلب يكشف له بذلك النور
عن عظمة الدات، كما كشف له بالنور الذي قبله عن عطمة الصفات.
فإذا كان اثر من اثار صفات الذات او صفات الافعال يغني القلب
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
"ن": "من صدق. . .". "ك، ط": "من صدق التوجه ".
" ط ": " واستغنى ".
" ك، ط ": "جغر "، تحريف.
اله " ساقط من "ك، ط ".
هذه قراءة إف". وفي "ك، ط": "فينقطع".
هذه قراءة "ف" ه وفي "ك، ط": إفينقطع".
في حاشية "ف" إشارة إلى ن في نسخة: "يقذفه".
94

الصفحة 94