كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

راسه الرماد، وليراجع الايمان من اصله، فيرجع وراء، ليقتبس نورا قبل
ان يحال بينه وبينه، ويقال له ذلك على الصراط من وراء السور، والله
المستعان ".
وقد عقد فصلا كاملا في قصيدته النونية (870) بعنوان "فصل في
تعين الهجرة من الآراء والبدع إلى سنته، كما كانت فرضا من الامصار
إلى بلدته ع! م" يشتمل على 57 بيئا، افتتحه بقوله:
ياقوم فرض الهجرتين بحاله والله لم ينسخ إلى ذا الان
فالهجرة الاولى إلى الرحمن باد إخلاص في سر وفي إعلان
إلى أن قال:
والهجرة الاخرى إلى المبعوث باد إسلام والايمان والاحسان
وفي رسالته التي بعث بها من تبوك إلى اصحابه بالشام، افاض القول
في بيان أهمية الهجرتين باسلوب أدبي بليغ، وذكر أن الهجرة إلى الله
ورسوله فرض عين على كل احد في كل وقت، وهي مطلوب الله ومراده
من العباد. وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية، وهي الاصل، وهجرة
الجسد تابعة لها. وبعد ما فسر الهجرة إلى الله قال: " والذي يقضى منه
العجب ان المرء يوسع الكلام، ويفرع المسائل في الهجرة من دار الكفر
إلى دار الاسلام، وفي الهجرة التي انقطعت بالفتح، وهذه هجرة عارضة
ربما لا تتعلق به في العمر أصلا. و ما هذه الهجرة التي هي واجبة على
مدى الأنفاس [فانه] لا يحصل [فيها] علما ولا إرادة. وما ذاك إلا
للاعراض عما حلق له والاشتغال عما لا ينجيه غيره " (0 2 - 1 2).
وأما الهجرة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكلام المؤلف عليها في الرسالة
22

الصفحة 22