كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

يريد على العوض من أجر المجاهدة. وقال: < من كان يرجوا لقا ألله فإن
أجل الله لألق وهو السميع أئعايم *>، ووردت به السنة لفائدة واحدة،
وهي تبريد حرارة الخوف لئلا يفضي بصاحبه إلى اليأس والقنوط. فهو
دواء لمرض الخوف، ولا يعرض ذلك المرض إلا لعوام هذه
الطائفة. . . ".
فالنصان متفقان في الفكر وكثير من الالفاظ والتعبيرات، مع أنه ليس
بين أيدينا كتاب علل المقامات للهروي، وانما نقلنا كلامه من منازل
السائرين.
وقد ذكر ابن عبدالهادي أن لشيخ الاسلام "قاعدة على كلام ابن
العريف في التصوف " (1) ولا نعرف خبرا عن هذه القاعدة، ولا ندري
أتكلم فيها على كتابه محاسن المجالس هذا أم على غيره.
يشتمل كتاب المحاسن على فاتحة، و 13 فصلا، وخاتمة في اربعين
كرامة يكرم الله بها أولياءه في الدنيا والاخرة. والفصل الاول في المعرفة
والعلم، ثم عشرة فصول في الارادة، والزهد، والتوكل، والصبر،
والحزن، والخوف، والرجاء، والشكر، والمحبة، والشوق. وجعلها
جميعا من منازل عوام السالكين، وقرر أنها علل أنف الخواص منها. ثم
عقد الفصل الثاني عشر في منازل الخاصة، وذكر فيه حقيقة زهدهم
وتوكلهم وصبرهم. . . " إلى آخر المقامات. والفصل الثالب عشر في
النظر لى الله تعالى.
لم يتعرض ابن القيم للفصلين الاول والثالب عشر ولا للخاتمة.
__________
(1) ا لعقود ا لدرية (1/ 7 5).
31

الصفحة 31