كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
العامة، وذكرنا ن الكلام على ذلك من وجوه، هذا اخر الوجه الثاني
منها. والوجه الثالث:. . . ".
وهكذا تكلم ابن القيم على فصل فصل من كتاب محاسن المجالس
حتى إذا وصل إلى فصل المحبة قال: "والمقصود: الكلام على علل
المقامات وبيان ما فيها من خطا وصواب. ولما كان أبوالعباس ابن
العريف رحمه الله قد تعرض لذلك في كتابه " محاسن المجالس " ذكرنا
كلامه فيه وما له وما عليه. ثم ذكر بعدها فصلا في المحبة وفصلا في
الشوق، فنذكر كلامه في ذلك وما يفتح الله به تتميما للفائدة، ورجاء
للمنفعة وأن يمن الله العزيز الوهاب بفضله ورحمته، فيرقي عبده من العلم
إلى الحال، ومن الوصف إلى الاتصاف، إنه قريب مجيب " (639).
فانظر كيف تدرج ابن القيم رحمه الله بقارئه، فقال له أولا: إنه
سيذكر أمثلة من علل المقامات، وذكر مثال الإرادة، ونقل (479) كلام
"طائفة" (وهو فصل من كلام ابن العريف). وفي المثال الثاني
قال (492): "قال أبوالعباس". وفي المثال الثالث زاد في تعريفه،
فقال (545): " أبوالعباس بن العريف) ". وبعد المثال السادس ذكر (639)
مع اسمه اسم كتابه أيضا، فجاءت الاحالة إحالة كاملة. فهل هذا اتفاق
أو سلوب من أساليب التأليف عند ابن القيم رحمه الله؟ أراني أميل إلى
الامر الثاني ه ولعل تطرقه في كتاب " مدارج السالكين " إلى شرح "منازل
السائرين) " للهروي ونقده أيضا من هذا.
وبقي سؤال، وهو أن ابن العريف قد اعتمد في كتابه على كتاب علل
المقامات للشيخ الهروي كما ذكر شيخ الإسلام. وقد أشار إليه ابن القيم
أيضا في مدارج السالكين حينما نقل كلام ابن العريف - دون تسميته - في
35