كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
أقوال الطوائف في هذا الباب، وانتهى إلى نهاية مرامهم ونهاية إقدامهم"
(02 9).
وهكذا في فصل التوكل ختم بيانه لسر الاقتران بين التوكل والهداية
والحق في القران الكريم بقوله: "فتدبر هذا السر العظيم في اقتران
التوكل والكفاية بالحق والهدى، وارتباط أحدهما بالاخر. ولو لم يكن
في هذه الرسالة إلا هذه الفائدة السرية لكانت حقيقة أن توح في خزانة
القلب لشدة الحاجة إليها) " (561).
والمباحث التي وردت في غضون الكلام استطرادا، قد نبه المؤلف
رحمه الله على أن أهميتها هي التي اقتضت تناولها، بل كان بعض
المباحث المعترضة أهم من المبحث الاصلي ه فقال في موضع: "ولولا
أن هذه المواضع اهم مما كلامنا بصدده - من ذكر مجرد الطبقات - لم
نذكرها، ولكنها من أهم المهم " (811). ولما عاد إلى المقصود بعد
بسط الكلام على ايات الانفاق من سورة البقرة قال: "ولنعد إلى
المقصود، فإن هذا من سعي القلم، ولعله أهم مما نحن بصدده "
(824).
ولقد أحسن المصنف رحمه الله إذ توقف عند هذه المباحث المهمة
وتناولها بالبسط، فهذا الاستطراد ينفع القارىء بعض الاحيان نفعا
عظيما. فقد حفظ بفضله كلام شيخ الاسلام وابن القيم وغيرهما في كثير
من المسائل العظيمة.
ومع ذلك لا يطن القارىء أن المؤلف رحمه الله كان زمامه بيد
الاستطراد يقوده أنى شاء. فإذا كانت المسألة تقتضي كلاما مستفيفحا
متشعبا يكتفي المؤلف بالاشارة إليه ولا يخوض فيه. ومن ذلك أنه لما
38