كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
موارد الكتاب
بالاضاقة إلى نصوص القران والاحاديث والاثار، يتضمن الكتاب
نقولا من كتب التفسير والحديث والتصوف، و قوالا و شعارا ومذاهب
واحتجاجات لاصحاب المقالات ورجال الفرق. فلا شك أن المصنف
رحمه الله كان بين يديه عدد كبير من المصادر التي وقف عليها، منها ما
وصل إلينا، ومنها ما لم يصل، وبعض ما وصل ليس بين يدينا، فليس
من السهل أن يكشف عنها جميعا. ثم لم يكن من منهج العلماء عموما
التزام الاحالة في كل ما يوردونه في مصنفاتهم من أقوال ومذاهب. ئم
المصادر في زمنهم كانت متوافرة، وكثير من تللش الاقوال والمذاهب
معروفة لاصحابها، والثقة بالناقل قائمة، فكأنهم كانوا يرون من التكلف
كلما ذكر مؤلف قولا من الاقوال أن يصرح باسم الكتاب الذي نقله منه،
بل قد لا يرى داعيا إلى تسمية القائل نفسه فصلا عن مصدر قوله، بل قد
يتعمد إغفال اسمه لامر ماه
ولنضرب مثالا من كتابنا هذا، ليتضح القصد. عقد المؤلف رحمه
الله فصلا في ذكر كلمات عن أرباب الطريق في الفقر والغنى
(96 - 5 0 1) أورد فيه أكثر من عشرين كلمة للمشايخ مع التعليق عليها.
وهذه كلها مأخوذة من كتاب واحد، وهو الرسالة القشيرية، ولكن لم
يشر المؤلف إليهاه نعم ذكر في موضع الاستاذ با القاسم القشيري،
ولكن لا لبيان مصدر الاقوال، بل لان أبا القاسم علق على كلمة للمظفر
القرميسيني، ورأى المؤلف أن في الكلمة شطحا وفي التعليق غموضا
وحلطا، مما يستوجب التعقيب، فعقب عليهما و بان وجه الصواب.
فنلاحط هنا أن ابن القيم رحمه الله لم يشر إلى مصدر الاقوال لان مخرضه