كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

في ذلك، فهو حامل علمه وناشره وشارحه. وكذلك بعض أقوال الشيخ
وارائه يعزوها إليه حينا، ويغفل العزو حينا اخر. ومن ثم يجب على من
يريد دراسة أفكار ابن القيم في موضوع من الموضوعات أن يستوعب
النظر في مؤلفات شيخه أيضا.
ذكر ابن القيم شيخه في هذا الكتاب في عشرة مواضع. أورد في
موضعين (2 1، 186) ثلاثة أبيات من تائيته. وفي موضعين (328، 18 5)
ذكر كتابه "موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح " وأثنى عليه. وفي
موضعين اخرين (184،658) نقل مناظرة له مع بعض شيوخ الجبرية
حكاها له. وفي (849) نقل حكمه على حديث بأنه باطل موضوع. وفي
المواضع الاخرى (0 0 2، 4 1 2، 534) نقل أقوال شيخه في بعض المسائل.
أما النصوص التي هي لشيخه بدليل وجودها في كتبه أو أن ابن القيم
نفسه عزاها إليه في كتاب اخر له، فمنها أنه ذكر في (29) قول المسيح
للحواريين: " إنكم لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين " وفسره
واستدل كذلك بقراءة لابي بن كعب، من غير إشارة إلى شيخه. ولكن
في مدارج السالكين (3/ 34) نقل ذلك كله عن الشيخ.
ومنها انه لما ف! ر "العزيز" من أسماء الله سبحانه بان العزة تتضمن
القوة قال: "يقال: عز يعز - بفتح العين - إذا اشتد وقوي. ومنه الارض
العزاز للصلبة الشديدة. وعز يعز - بكسر العين - إذا امتنع ممن يرومه.
وعز يعز - بضم العين - إذا غلب وقهر. فأعطوا أقوى الحركات - وهي
الضمة - لاقوى المعنى، وهو الغلبة والقهر للغير. . . " (231). ونحوه
في مدارج السالكين (238/ 3) وجلاء الافهام (147) أيضا، ولكن
السياق في جلاء الأفهام يدل على أنه من كلام شيخ الاسلام، إذ قال فيه:
46

الصفحة 46