كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أحقُّ الأُمَّة بها، فإنَّ عليًّا [ح/26]-رضي الله عنه- تربَّى في بيت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عنده نعمةٌ غير نعمةِ الإسلام، يمكن أن تُجْزَى.
ونبَّهَ -سبحانه- بقوله: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)} على أنَّ من ليس لمخلوقٍ عليه نعمةٌ تُجْزَى لا يفعل ما يفعله إلا ابتغاءَ وجهِ ربِّهِ الأعلى، بخلاف من تطوَّقَ بنِعَم المخلوقين ومِنَنِهِم، فإنَّه مُضطَرٌّ إلى أن يفعل لأجلهم، ويترك لأجلهم. ولهذا كان من كمال الإخلاص أن لا يجعل العبدُ عليه مِنَّةً لأحدٍ من النَّاس، [ك/23] لتكون معاملته كلها لله إبتغاء وجهه، وطلب مرضاته.
وكما أنَّ هذه الغايةَ أعلى الغايات، وهذا المطلوبَ أشرفُ المطالب؛ فهذه الطريقُ أقْصَدُ الطرق إليه، وأقربُها، وأقومُها، وبالله التوفيق.
¬__________
= "الوسيط" (4/ 505)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (15/ 484)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (8/ 265).
وقد نبَّه جماعة من أهل العلم على أنَّ الآية وإن نزلت في سبب خاصٍّ -كما قيل في سبب نزولها- إلا أنَّ عموم اللفظ معتبر، فتشمل كلَّ من اتصف بالصفات المذكورة في تلك الآيات.
انظر: "تفسير ابن كثير" (8/ 422)، و"المحرر الوجيز" (15/ 484)، و "الجامع" (20/ 88).

الصفحة 109