كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ثُمَّ ذكَرهُ -سبحانه- بنعَمِهِ عليه؛ من إيوائه بعد يُتْمِهِ، وهدايتِهِ بعد الضلالة (¬1)، وإغنائه [ح/27] بعد الفقر، فكان محتاجًا إلى من يُؤْوِيهِ، ويَهْدِيهِ، ويُغْنِيهِ، فآواه ربُّهُ وهدَاهُ وأغناه.
فأمَرهُ -سبحانه- أن يقابل هذه النِّعَمَ الثلاثةَ بما يليق بها من الشُّكْر؛ فنهَاهُ أن يقْهَرَ اليتيمَ، وأن يَنْهَرَ السائلَ، وأن يكتم النِّعْمةَ، بل
¬__________
= أبي نعيم في "الحلية"، ثم قال: "موقوف لفظًا، مرفوع حكمًا، إذ لا مدخل للرأي فيه".
2 - وابن عباس -رضي الله عنهما-؛ أخرجه:
الديلمي في "الفردوس" رقم (7179)، والبيهقي في "شعب الايمان" (4/ 64 - 65) رقم (1374) -بسند ضعيف- ولفظه: "رضاه أن تدخل أُمَّته كلهم الجنَّة".
وعزاه السيوطي إلى الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه". "الدر المنثور" (6/ 610).
وأخرجه: ابن أبي حاتم -"تفسير ابن كثير" (8/ 426) -، وابن جرير في "تفسيره" (12/ 624)، ومن طريقه الثعلبي في "تفسيره" (10/ 224)، بلفظ: "من رِضى محمد - صلى الله عليه وسلم - ألا يدخل أحدٌ من أهل بيته النَّار".
وأخرجه: أبو بكر الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" رقم (3010 و 3433)، عن جعفر بن محمد من قوله: "فلم يكن يرضى محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - من ربِّه أن يُدخل أحدًا من أُمَّته النَّار".
وقد نقل الزرقانيُّ في "شرح المواهب" (6/ 213) عن بعضهم ردَّه على ابن القيم ومن تبعه، وفي عبارته جفاء!
وأصل إرضائه - صلى الله عليه وسلم - في أُمَّته ثابتٌ في "صحيح مسلم" رقم (202) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- بلفظ: "إنَّا سنرضيكَ في أُمَّتك ولا نَسُوءُك".
(¬1) في (ز): إضلاله!