كتاب التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
ومن ذلك إقسامُهُ -سبحانه- بـ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات/ 1] الآية وما بعدها. وقد اختلف الصحابة ومن بعدهم في ذلك:
فقال علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-: "هي إبلُ الحاجِّ (¬1)، تَعْدُو من عَرَفَة إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى مِنَى".
وهذا اختيار: محمد بن كعب (¬2)، وأبي صالح، وجماعةٍ من المفسِّرين (¬3).
وقال عبد الله بن عباس: "هي خيل الغُزَاة".
وهذا قول: أصحاب ابن عباس، والحسن، وجماعة (¬4).
¬__________
(¬1) في (ن) و (ك): للحاج.
(¬2) هو محمد بن كعب القُرَظي، سكن الكوفة ثم تحول إلى المدينة، كان ثقةً ثبتًا، يرسل كثيرًا، عالمًا بالقرآن من أئمة التفسير، زاهدًا ورعًا، كان جالسًا في مسجد الرَّبَذَة مع أصحابه فسقط عليهم سقف المسجد فماتوا جميعًا، وذلك سنة (108 هـ) رحمه الله.
انظر: "تهذيب الكمال" (26/ 340)، و"السير" (5/ 65).
(¬3) منهم: السُّدِّي، وعبيد بن عمير، والنخعي.
انظر: "المحرر الوجيز" (15/ 544)، و"زاد المسير" (8/ 294)، و"الجامع" (20/ 155).
(¬4) منهم: عطاء، ومجاهد، وأبو العالية، وعكرمة، وقتادة، وعطية العَوفي، والضحَّاك، والربيع، ومقاتل بن حيَّان، ومقاتل بن سليمان، وغيرهم كثيرٌ حتى قال القرطبي: "كذا قال عامة المفسرين، وأهل اللغة". "الجامع" (20/ 153).
واختاره: ابن جرير الطبري في "جامع البيان" (12/ 667)، والسمعاني في "تفسيره" (6/ 270)، وأبو حيَّان في "البحر المحيط" (8/ 500)، وغيرهم.

الصفحة 117